~+*الصراحــــــه بين الزوجين ..نعمه ام نقمه

430 مشاهدة
~+*الصراحــــــه بين الزوجين ..نعمه ام نقمه
fashion1.431260

الحياة الزوجية مليئة بالأسرار
واستقرارها بالصورة المطلوبة، يتطلب تمسك الطرفان بالأسس والقواعد
التي وضعها الله سبحانه وتعالى، وأبرزها
المودة والرحمة…
ومن إشكاليات العلاقة الزوجية مسألة الصراحة بين الزوجين
والتي أكدت الدراسات الاجتماعية على ضرورة توافرها، دون الإشارة إلى حدودها
ومتى يتم البوح بأسرار معينة
خاصة أن بعض الأزواج والزوجات ليس لديهم القدرة على التمييز بين الصدق من ناحية
وهو ركيزة أساسية لاستقامة العلاقة الأسرية
وبين الثرثرة والخوض في حديث لا ينتج عنه سوى توترات واضطرابات في تلك العلاقة.
وفي المقابل تؤدي انعدام الصراحة بين الزوجين إلى …..
عواقب وخيمة، أبرزها
انعدام الثقة بين الطرفين.
ويحذر بعض الخبراء من…….
أن البوح ببعض الأسرار خاصة من جانب الزوج لزوجته قد يؤدي إلى نشوء الخلافات الزوجية

هل الصراحة بين الأزواج نعمة أم نقمة؟ وما هي حدود الصراحة بين الأزواج؟.
~+*الصراحــــــه بين الزوجين ..نعمه ام نقمه ..؟؟*+~

مصارحه بحدود
أن الله عز وجل أطلق على الزواج ” عقدة النكاح” وفي موضع آخر سماه ” الميثاق الغليظ”،
فقال الله تعالى في سورة النساء:
(وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظاً)
والقصد من هذا الوصف هو المحافظة على الزواج لأنه أصل بناء المجتمع.
فالصراحة بين الزوجين لابد أن تقاس بمعيار” المصالح والمفاسد”، وهي بذلك من الممكن أن تكون
نعمة ونقمة في نفس الوقت
فالزوج باعتباره القيم على بيت الزوجية، عليه أن ينظر إلى المصلحة والمفسدة من وراء صراحته مع زوجته، فإذا كانت زوجته تفيد معها الصراحة، فعليه أن يفعل
ويبوح لها بكل ما لديه من أسرار وأمور، وعلى العكس
إذا اتضح له من واقع خبراته وفهمه لطريقة تفكير زوجته أن أموراً معينة تؤذي مشاعرها أو تسبب خلافات فيما بينهما، عليه أن يحتفظ بها لنفسه
ولا يذكرها لزوجته، منعاً من حدوث مشكلات بينهما، وفي هذه الحالة عليه أن يحتفظ معها بالحد الأدنى المطلوب من الصراحة لتسيير أمور البيت وخلافه.
وقد أثبتت التجارب أن هناك أمور معينة تؤدي فيها الصراحة إلى تعاسة الحياة الزوجية
وتهددها في أحيان كثيرة
فمثلاً إذا كانت الزوجة قد تعرضت لتجربة ما قبل الزواج، فعليها ألا تخبر زوجها بذلك
والزوج أيضاً عليه فعل ذلك، لأنه غالباً ما لا يغفر الأزواج هذه الأمور،
وبالتالي تتحول الصراحة في هذه الأمور
إلى نقمة……وتتحول الحياة إلى جحيم….

فالأصل في الإسلام ” الستر” فالله عز وجل من أسماءه الحسنى الستير
فهو الذي يستر على عباده، فليس من الإسلام أن يستر الله على العبد ثم يذهب ويفضح نفسه مما قد يؤدي إلى حدوث مشكلات بين الزوجين
فعلى الزوجين أن يتجنبا الحديث في هذه الأشياء، وهذه الأمور ترجع إلى حنكة الرجل والمرأة في حسن إدارة علاقاتهما الزوجية.
وهناك آية مشهورة في سورة التحريم يقول فيها الله سبحانه وتعالى:(وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْض
فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ)
والشاهد من هذه الآية الكريمة ……
أن الزوج يستحب ألا يذكر كل شئ لزوجته، حتى لا يعكر صفو العلاقة الزوجية، وهذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم.

~+*الصراحــــــه بين الزوجين ..نعمه ام نقمه ..؟؟*+~

التفاهم مطلوب
لا بد من ضرورة توافر قدر كبير من التفاهم بين قطبي الحياة الزوجية، وقبل أن يبوح أحدهما للآخر عن أي أمر لابد أن يسأل نفسه عن الهدف من ذلك
فإذا كان الهدف يرمي في إطار حُسن العلاقة الزوجية
فلا بأس من ذكره، أما إذا كان يؤدي إلى نزاعات وخلافات، فمن الأجدى عدم ذكره.
فكل طرف لابد أن يحتفظ لنفسه بقدر من الأسرار بعيداً عن الطرف الآخر، حتى لا تنشأ الخلافات.
فمخاطر الصراحة الغير مقيدة بحدود، ينتج عنها فقد الثقة بين الطرفين أو المراقبة الشديدة لأحدهما للآخر وما إلى ذلك.
فترة الخطوبة من أكثر الفترات التي يتوجب فيها اتخاذ الحيطة والحذر
لاسيما في ظل رغبة الطرفان في معرفة كل التفاصيل عن الطرف الآخر، والبعض منها ينتهي قبل الزواج
نتيجة الصراحة المبالغ فيها، وعليه يتوجب على الشاب والفتاة أن يختاروا بعناية الأمور الماضية التي يذكرها للطرف الآخر.

~+*الصراحــــــه بين الزوجين ..نعمه ام نقمه ..؟؟*+~

المعاشرة بالمعروف
أن المصارحة بين الزوجين تندرج في إطار المعاشرة بالمعروف التي أكد عليها الإسلام
فقال سبحانه وتعالى:(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ،..)
فهناك أمور معينة يتوجب فيها المصارحة التامة بدءاً من فترة الخطوبة، مثل
معاناة أحدهما من مرض أو عرض معين، هنا يتوجب على الطرف الآخر معرفة هذا الأمر
لأن عدم المعرفة يعد كذباً بيناً، وتكون العشرة بين الزوجين في هذه الحالة مستحيلة.
ومن الأمور التي تتطلب المصارحة بين الزوجين تربية الأولاد
فمثلاً بعض الزوجات قد يخفين عن الأزواج أمورا مرتبطة بالأبناء خشية العقاب، وبالتالي تحتكر الأم القيام بعمليات التربية، وهذا خطأ كبير.

أن الصراحة أحد الركائز الهامة التي تقوم عليها العلاقة الزوجية، والتي بدورها تبني الثقة والصدق بين الطرفين.
فالزوجين منذ بداية حياتهما عليهما الاتفاق والتفاهم في الأسلوب الأمثل
للتعامل فيما بينهم ومعرفة كل طرف للخطوط الحمراء التي يضعها الطرف الآخر، حتى لا يتم تجاوزها
ولا تصبح مثار خلاف فيما بعد وتتسبب في توتر في العلاقة الزوجية وتهدد مستقبلها.
فالصراحة المطلقة بين الزوجين هي”المفسدة المطلقة”

من المؤكد أن الوسطية والاعتدال في الحياة الزوجية بصفة عامة مطلوب، وأن المغالاة في الصراحة له أضرار هائلة تحدث بين الزوجين
فليس كل ما يحدث للزوج أو الزوجة يعرفه الطرف الآخر
حتى لا تتحول الصراحة إلى نقمة تدفع ثمنها الحياة الزوجية برمتها
فلابد للزوجين أن يعلما أن هناك أمور لا ينبغي مصارحة الطرف الآخر بها، حتى لا تثير غضبه أو انفعالاته
وتسود الفرقة والخلاف الحياة الزوجية، وتدب الخلافات التي تهدد الاستقرار الأسري…
سبحان الله العظيم ..سبحان الله وبحمده …