اختلاط النساء بالرجال

397 مشاهدة
اختلاط النساء بالرجال
اختلاط النساء بالرجال
M3N4NET-107998-1

اختلاط النساء

الخطبة الأولى

آراء العقلاء ودراسات المختصين:

الحمد لله العليم الحكيم؛ أتقن كل شيء خلقه، ورحم عباده في حُكمه وشرعه، له الحكمة الباهرة في قضائه وقدره، وله الحجة البالغة في أمره وشرعه {أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50]، نحمده حمْد الشاكرين، ونستغفره استغفار المذنبين، ونسأله من فضله العظيم، فهو الجواد الكريم، البر الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ربّ العالمين، وخالق الخلق أجمعين {ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الأنعام:102]، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ لا خير إلا دلنا عليه، ولا شرّ إلا حذرنا منه، تركنا على بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، فإن تقواه وطاعته سبب لصلاح أمور العباد في الدنيا والآخرة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71].

أيها الناس: شريعة الله تعالى جاءت بكل خير، ومنعت من كل شر، فهي الصلاح والرشاد للناس في العاجل والآجل، بلغها النبيون عن ربهم، واستنكف عنها المجرمون من البشر، وحاربوا أتباعها والدعاة إليها، وزينوا للناس كل طريق تخرج الناس من دينهم، وتصدهم عن شريعة ربهم.

ومن حكمة الله تعالى ورحمته بعباده أنه حرَّم الزنا ونهى العباد عنه؛ لما ينطوي عليه من المفاسد، ويؤدي إليه من الهلاك: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء:32]، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة أعظم ما يفتن الرجل فقال عليه الصلاة والسلام: «ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ على الرِّجَالِ من النِّسَاءِ» (رواه مسلم).

ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه لما جعل في كل من الرجل والمرأة ميلاً إلى الآخر نظم العلاقة بينهما بما يحقق المصلحة، ويروي الشهوة، ويحافظ على النسل، ويصون العرض، ويدرأ الشر، فرغب في النكاح وحض عليه {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء من الآية:3]، وأمر سبحانه وتعالى بالعفاف من لا يجد مؤنة النكاح {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور من الآية:33]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فإنه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لم يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فإنه له وِجَاءٌ» (متفق عليه).

ثم أوصد الشارع الحكيم تبارك وتعالى كل طريق يؤدي إلى وقوع الفاحشة أو مقدماتها فحرَّم خلوة الرجل بالأجنبية عنه، ومنع من سفر المرأة بلا مَحرم، وأمر النساء بالحشمة والستر والحياء والعفاف، ونهى عن اختلاط النساء بالرجال؛ لِما فيه من الفساد والانحلال؛ ولما يخلفه من ذهاب الأخلاق وقلة الحياء؛ ولأنه سبب في وقوع الفواحش ونشرها.

والأدلة على تحريم خلط النساء بالرجال تظاهرت بها نصوص الكتاب والسنة، وأجمع عقلاء البشر على ما يخلفه الاختلاط من مفاسد وكوارث دينية وأخلاقية واجتماعية وصحية واقتصادية، ولم يمارِ في ذلك إلا جاهل أو مكابر.

وقد اتجه جمع من الباحثين في الدول التي شرَّعت للاختلاط بعد عقود من تجربته لدراسة آثاره ونتائجه فأجمعت دراساتهم وإحصائياتهم على أن ضرره أعظم من نفعه، وأن المنافع التي توهمها من شرعوا للاختلاط خلفت من الأضرار الدينية والأخلاقية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية ما لا يُحصى.

ومن ذلك: أن معهد أبحاث علم النفس الاجتماعي في مدينة بون بألمانيا أجرى دراسة على المدارس المختلطة وغير المختلطة فتبين: أن تلاميذ وتلميذات المدارس المختلطة لا يتمتعون بقدرات إبداعية، وهم محدودو المواهب، قليلو الهوايات، وأنه على العكس من ذلك تبرز محاولات الإبداع واضحة بين تلاميذ مدارس الجنس الواحد غير المختلطة.

وفي تجربة أخرى تم فصل البنين عن البنات في الدراسة، فحقق الجميع نتائج أفضل في شهادة الثانوية العامة وأثبتت التجربة: أن عدد البنين الذين نالوا درجات مرتفعة تزايد أربع مرات على ما كان سيكون عليه الحال لو أن الفصل الدراسي كان مختلطاً.

وفي دراسة أخرى بمعهد كيل بألمانيا تبين بعد الفصل بين الطلاب والطالبات أن البنات كن أكثر انتباها، ودرجاتهن أفضل كثيراً قبل فصلهن عن الطلاب.

وعلى إثر ذلك ذكرت الدكتورة كاولس شوستر خبيرة التربية الألمانية: أن توحد نوع الجنس في المدارس بحيث يكون البنين في مدارس البنين، والبنات في مدارس البنات يؤدي إلى استعلاء روح المنافسة بين التلاميذ، أما الاختلاط فيلغي هذا الدافع.

وهذه الدراسات المتعددة صدرت في ألمانيا وهي بلد نصراني علماني، ولم تصدر عن مسلمين حتى يقال: إنهم منحازون للقيم الإسلامية، بل صدرت عن متخصصين يعنيهم الشأن الألماني أولاً وأخيراً.

وفي مقام آخر أوفدت وزارة التربية السورية مهتماً بشأن التعليم والتربية إلى بلجيكا في رحلة علمية زار فيها المدارس البلجيكية، وفي إحدى الزيارات لمدرسة ابتدائية للبنات سأل المديرة: لماذا لا تخلطون البنين مع البنات في هذه المرحلة؟ فأجابته: قد لمسنا أضرار اختلاط الأطفال حتى في سن المرحلة الابتدائية.

وفي أمريكا نشر الموقع الإخباري الأمريكي “سي إن إن” قبل سنتين خبرًا تحت عنوان (الطلاب الأمريكيون في الصفوف المختلطة يحصلون على علامات متدنية) وذكر فيه: “أن إدارة الرئيس قد منحت مديري المدارس العامة في البلاد حق فصل الصفوف بين الجنسين حسب ما يرونه من المصلحة التربوية للطلاب والطالبات، وهذا يعد أكبر تعديل يطال النظام التربوي في أمريكا منذ عقود كثيرة”.

واستندت الدوائر التربوية الأمريكية في موقفها هذا على تقارير إحصائية أثبتت حصول الطلاب في الصفوف غير المختلطة على علامات أعلى من نظرائهم في الصفوف المختلطة، خاصة في مادتي الرياضيات واللغات الأجنبية.

هذا؛ وقد اشتهر ابتزاز الضباط والجنود في الجيوش المختلطة للمجندات والعاملات في الجيش، وأُجري أكثر من تحقيق في اغتصابهن والتحرُّش الجنسي بهن، وإكراههن على ما يريده رؤساؤهن منهن، وسبب ذلك هو الاختلاط.

وكشف تقرير صحفي لجريدة “نيويورك تايمز” أن الجيش الأمريكي يواجه اتهامات كثيفة تتعلق بتحرشات جنسية، واعتداءات جنسية بحق مجندات أمريكيات من جانب زملاء لهن وخاصة في العراق والكويت وأفغانستان، كما تشير إحصاءات صادرة في إسرائيل إلى ارتفاعٍ حاد في ظاهرة تحرش الجنود بزميلاتهم المجندات.

ولكثرة الشكاية من التحرشات الجنسية في وسائل المواصلات المختلطة عمدت بعض الدول الوثنية إلى تخصيص عربات خاصة للنساء في بعض القطارات.

وفي دراسة تربوية لبنانية تَبَين نتيجةً للاختلاط بين الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات: أن الطالبة في المدرسة والجامعة لا تفكر إلا بعواطفها، والوسائل التي تتجاوب بها مع هذه العاطفة، وأن أكثر من ستين في المائة من الطالبات سقطن في الامتحانات، وتعود أسباب الفشل إلى أنهن يفكرن في عواطفهن أكثر من دروسهن وحتى مستقبلهن.

وأشار تقرير حكومي ياباني إلى ارتفاع واضح في قضايا التحرُّش الجنسي بالنساء العاملات وصل إلى خمسة وأربعين في المائة، ونفس النسبة ثبتت في دراسة ميدانية في مصر على النساء العاملات، وهي نسبة تُقارِب النصف، أي: ما يُقارِب من نصف العاملات في أجواء مختلطة يتعرضن لمضايقات وتحرُّشات جنسية، وربما وصل الأمر إلى التهديد أو الاغتصاب.

وهناك مئات التقارير والدراسات تثبت أضرار الاختلاط، ومآسيه في الغرب والشرق، والبلاد الإسلامية وغير الإسلامية، وبعد تجربة مريرة عانى النساء من آثارها معاناة شديدة يعود العالم من جديد إلى اكتشاف أن الاختلاط شرٍّ وبلاءٍ على الرجال والنساء، وهو ما نهت عنه شريعة الله تعالى، فالحمد لله الذي هدانا لها {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ} [الأعراف من الآية:43]، ونسأله تعالى أن يُثبِّتنا عليها إلى الممات.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء:125].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، حمداً طيبًا كثيرًا مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أمَّا بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281].

أيها المسلمون؛ من نظر إلى البحوث الأكاديمية والإحصائية، والدراسات المتخصصة الجادة فيما يتعلق بمشكلة خلط الفتيات بالفتيان في المدارس والجامعات، وخلط النساء بالرجال في الوظائف والمهن والأعمال وصل إلى ما قررته الشريعة الغراء من لزوم فصل الفتيات عن الفتيان، وإبعاد الرجال عن النساء، وإلا كانت المصائب والمشكلات.

وأكثر هذه البحوث والدراسات والإحصاءات صدرت في دول علمانية نصرانية سبقت العالم في الاختلاط، وجربته عقوداً متتابعة، ثم صدرت بحوث أخرى في بلاد عربية وأخرى شرقية أثبتت بجلاء ووضوح أن منع الاختلاط خير للنساء والرجال والمجتمع بأسره.

ولكننا قد ابتلينا بصحفيين وإعلاميين لا ندري ما هم؟ ولا كيف يفكرون؟ ولا ماذا يريدون؟

لا يحفلون بشرع الله تعالى، ولا يرفعون به رأساً، ولا يرضون به حَكماً حتى نحتكم وإياهم في قضية الاختلاط إلى الشريعة التي ارتضاها لنا ربنا، وأمرنا بها!

وليسوا من عقلاء البشر حتى نحتكم وإياهم إلى بدائة العقل ومسلماته.

وليسوا من أهل الدراسات والبحوث والإحصاء حتى نعرض قضايا الاختلاف بيننا وبينهم على تلك الدراسات والبحوث والإحصاءات.

إنهم جهلة في تعليمهم، متخلفون في تفكيرهم، لم يتجاوز كثير منهم في تعليمه الأكاديمي الشهادة المتوسطة بسبب ضياعهم في الأندية والشوارع والأرصفة، ولا حظَّ لهم من تجربة وخبرة، وليس لديهم أثارة من علم ولا معرفة، ولم يكونوا من أهل القراءة والثقافة، غاية معرفتهم تتبع أخبار المغنيات، والراقصات، والممثلات في الملاحق الفنية، والرياضية للصحف والمجلات.

ثم فجأة أُبرزوا للناس في هيئة خبراء ومفكرين ومثقفين، يلوكون كلاما لا يدركون أبعاده ولوازمه، ويستعملون ألفاظا ومصطلحات لا يفقهون أكثرها، وقد أُذِن لهم وربما شُجعوا على أن يخوضوا في القضايا الكبرى للأمة، وأن يردوا شرع الله تعالى بمحض أهوائهم وشهواتهم، وأن يناكفوا بهذيانٍ كهذيانِ البُلْه والمجانين كبار علماء الشريعة، والمختصين في علوم النفس والاجتماع والحضارة، لا زمام لمقولاتهم ولا خطام، ولا تستند إلى قواعد حتى يحاكمها عقلاء البشر إلى تلك القواعد؛ لنقص عقولهم ومعارفهم، ومرض قلوبهم ونفسياتهم، وحَقُ كثير منهم أن يُحجر عليهم في المصحات العقلية والنفسية للعلاج، لا أن يسودوا في الصحف والمجلات والفضائيات.

ومعهم لفيفٌ من العجائز الليبراليات المتشببات يردن إفساد بنات المسلمين باسم الإصلاح وانتزاع حقوق المرأة من المجتمع، وهن فاشلات في حياتهن، قد امتلأن بالعُقَد النفسية واليأس والإحباط بسبب عنوستهن، فلا يرضاهن عقلاء الرجال زوجات لهم، والمتزوجات منهن فشلن في حياتهن الأسرية فأكثرهن مطلقات، ومع ذلك يزعمن أنهن مصلحات، فإنْ كان هؤلاء الشمط المتصابيات قد فشلن في إصلاح أحوالهن، والمحافظة على أزواجهن وبيوتهن فكيف يُصلحن غيرهن؟! ما أعرضها من دعوى!

ولن يعطي المرأة حقوقها، ويضعها في مكانها اللائق بها إلا من خلقها {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ} [الملك:14]، فمن عارض شريعته ضُرِب بكلامه عرض الحائط كائناً من كان، ووجب الأخذ على يده، ورده عن غيه وإفساده.

وإن من الواجب على عموم المسلمين أن يواجهوا الحملات المنظمة لإفساد المرأة والأسرة، وأن يدفعوا المحاولات المكرورة لتوسيع مجالات الاختلاط والفساد، وأن يسعوا في ردع المفسدين والمفسدات؛ ديانة لله تعالى في إنكار منكرهم، وصيانة لأعراضهم، وحفظاً لنسائهم وبناتهم؛ فإن البلدان التي سبقت إلى الاختلاط يعاني نساؤها مشكلات تلو مشكلات، فإن استطاع المفسدون نشر الاختلاط وتعميمه أصابنا ما أصاب غيرنا، ولن يوقفهم عن غيهم إلا وقوفكم -عباد الله- في وجوههم، وفضح مخططاتهم، وبيان عوارهم، وكشف زيفهم، بالاحتساب عليهم، ونشر ما صدر من دراسات وإحصاءات تثبت ضرر الاختلاط، وذلك مسئولية الجميع، ولا يختص بأحد دون أحد؛ فإن الفساد إن انتشر عمَّ ضرره الجميع {يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء:26-27].

وصلُّوا وسلِّموا على نبيكم.