كيف تختارين الزوج المناسب !!
يعتبر اختيار شريك الحياة من القرارات المهمة التي يتخدها الانسان في حياته إذ يتوقف عليه اختيار الشخص الذي سيتقاسم مع الحياة بأفراحها و أقراحها لذلك لابد من التدقق قبل الاقتران بشريك الحياة و التأكد من أنه الشخص المناسب دون الاعتماد على الاختيار على المظاهر الخارجية , با معرفة الشخص عن قرب و التعرف على صفاته و طباعه .
الأسرة وبناء المجتمع:
إن تكوين أسرة صالحة هو هدف رئيسي في الإسلام، لذا فقد حَثَّ الإسلام على الزواج ورغّب فيه، وتكوين تلك الأُسرة إنما يبدأ من حُسن اختيار كلاً من الزوجين للآخر، فـزوج وزوجة صالحين متفاهمين يحترم كل منهما الآخر سينتج عنه أبناء أسوياء نافعين للمجتمع.
ولما كان للأسرة أهمية كبيرة في بناء المجتمع لذا فقد وضع الإسلام بعض الأُسُس والمعايير التي يتم على أساسها اختيار كل من الزوج والزوجة.
• معايير اختيار الزوج:
عندما تُسأل الفتاة عن مواصفات الزوج الذي تتمني الارتباط به فإنها تقوم برسم صورة لفارس أحلامها في خيالها وتلك الصورة غالباً ما تحتوي على أهم الصفات التي تراها مناسبة لها. ولكن ينبغي على الفتاة أن تتروي في اختيارها وألا تتخذ قراراً متسرعاً أوسطحياً، فهذا القرار هو أهم قرار تتخذه في حياتها، فالزوج هو الرفيق الذي سيشاركها رحلة الحياة.
ومن أجل أن تصل الفتاة لأفضل النتائج في الاختيار، عليها أن تستعين بما يُسمي “أدوات الاختيار”، وهي: متى؟ ولماذا؟ ومن؟ وأين؟ وكيف؟
• أولاً: متى؟
متى تبدأ الفتاة في اتخاذ قرار الارتباط؟ هل بعد انتهائها من دراستها المتوسطة أم الجامعية أم الدراسات العليا؟
والاجابة عن ذلك السؤال تختلف من مجتمع لآخر ومن سكان المُدن لسكان القرى والأرياف والمخيمات ومن فتاة لأخرى. ولكن يُفضل ألا تفكر الفتاة في الارتباط قبل سن الـثامنة عشرة، فقبل هذا السن عادة ما تكون الفتاة غير ناضجة فكرياً بما يكفي لاتخاذها هذا القرار الهام.
• ثانياً: لماذا؟
عندما تُسأل الفتيات عن السبب الذي من أجله يُردن أن يتزوجن تتفاوت إجاباتهن، فهناك فتاة تجيب قائلة: أريد أن أتزوج لأن الزواج فستان وفرح وبيت جديد، أو لأن صديقاتي كلهن ارتبطن وأنا أصبحت أشعر بالحرج، أو لأني أريد أن أتخلص من تحكم أبي وسيطرة أمي. هذه الاجابات ومثلها تدل على أن الفتاة لم تنضج فكرياً بعد وأنها ما زالت في مرحلة المراهقة العاطفية والنفسية وأن الزواج كمسؤولية غير واضح أمامها، وغالباً ما تكون النتيجة المتوقعة لمثل هذا الاختيار إما الفشل أوعدم الاستقرار.
وهناك فتاة تجيب قائلة: أريد أن أتزوج لأن الزواج نعمة من الله، وأن تكوين الأسرة دليل البقاء والاستمرار، وأن الأمومة غريزة إنسانية، وأن الذرية الصالحة والزوج الصالح طريق للجنة. فهذه الاجابة تدل على أن الفتاة قد وضعت يدها على أول طريق النجاح في الزواج ولا مانع أيضاً من أن تتمني الفتاة فستاناً وفرحاً وبيتاً جديداً … ولكن ألا تكون هذه الأسباب فقط هي الهدف الرئيسي من الزواج.
• ثالثاً: مَن؟
مَن هذا الشاب الذي ترضاه الفتاة زوجاً لها؟ وما هي المعايير التي يتم على أساسها الاختيار؟
هناك بعض المعايير الهامة التي يتم على اساسها اختيار الزوج وتلك المعايير هي:
· الدِين والخُلُق: لقوله (صلي الله عليه وسلم): “إِذَا جَاءَكُم مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَه وخُلُقَهُ فَزَوِجُوه إِلا تَفْعَلوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأرْضِ وَفَسَادٌ عرَيضْ”. وما ورد أنه جاء رجل للحَسن بن على رضي الله عنهما فقال: “خَطب ابنتي جماعة، فمن أزوجها؟” فقال له الحَسن: “زوجها ممن يتق الله، فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها”. فالدين والخُلق هما الصفتان الأساسيتان اللتان لابد أن يكونا البوابة الرئيسية التي يمر منها كل من يتقدم لخطبة الفتاة.
· التكافؤ: فالكثير من المشكلات التي تحدث في البيوت يكون من أهم أسبابها خلل في التكافؤ بين الزوجين، لذا ينبغي مراعاة التكافؤ في عدة أمور:
1) التكافؤ في الدِين: فلابد أن يكون الزوج مكافئاً للزوجة في دينها من حيث المحافظة عل حدود الله وسُنَنُه ويفَضَل أيضاً تكافؤ مستوى العائلتين في الدين.
2) التكافؤ في الشهادة الدراسية: فيفضل أن تكون شهادة الزوج والزوجة الدراسية متساوية، لما يترتب عليه من تقارب مستوي التفكير وإن كانت شهادة الزوج أعلى فلا مانع من ذلك، ولكن لا يُفضل العكس، مع أن هناك زيجات ناجحة رغم تفوق الزوجة دراسياً.
3) التكافؤ في الوضع الاجتماعي: وذلك بتقارب مكانة الوالدين الاجتماعية “والدي الزوج والزوجة” وتقارب المناطق السكنية وأسلوب المعيشة وغير ذلك من الأمور.
4) التكافؤ في السن: على الرغم أنه لا توجد ضوابط لهذا الأمر الا أنه يفضل أن يَكْبُر الزوج الزوجة بما لا يقل عن خمسة سنوات ولا يزيد عن سبعة، فالنديَّة في التعامل في السن المتساوي والغربة في التعامل في السن المتباعد يؤديان الى كثير من المتاعب.
5) التكافؤ في الإمكانيات المادية: ففي كثير من الأحيان يسبب الشاب الغني إرهاقاً مادياً لأُسرة أفقر منه أوالعكس، لذا يُفضل التقارب في المستوي المادي. ويفضل أن تكون الفتاة في كل الأحوال معتدلة في طلباتها ولا تتغالى ولتكن من أهل البركة الذين قال فيهم الرسول (صلي الله عليه وسلم) “أعْظم الِنساء بَرَكَة أيسَرهُنَّ مُؤنة”.
· المظهر الخارجي: فلا شك أن وَسَامة “العريس” مؤهل جيد وكذلك لبَاقته وأناقته وأسلوب تناوله للأمور، ولكن لابد ألّا تُخْفي المظاهر عن الفتاة الكثير من الأمور.
• رابعاً: أين؟
أين تجد الفتاة الشاب الذي يتوفر فيه كل هذه الصفات؟
جَرَت العادة أن الفتاة لا تبحث لنفسها عن الشاب الذي ستتزوجه وإنما الشاب هوالذي يبحث عن زوجة مناسبة له ويتقدم لِخِطْبتها، والفتيات في هذا الأمر على حالتين:
1) إما أن يكون هناك أكثر من شاب يتقدم لخطبة الفتاة: وهنا لا نجد مشكلة لأن الفتاة في تلك الحالة يكون لديها الفرصة في اختيار الأنسب لها.
2) وإما أن تشعر الفتاة بقلة المتقدمين لها: وفي تلك الحالة عليها أن تُوسّع دائرة الاختيار بتحطيم الحواجز والتي منها:
· وضع شروط صعبه لمن تريد الزواج منه.
· أن تظهر الفتاة بمظهر المترفعة الزاهدة في أمر الزواج.
· الخجل المَرَضي الذي يجعل الفتاة صندوقاً مغلقاً عَمّن حولها فلا يجدون أي معلومات عنها تدفعهم للتدخل في مثل هذا الموضوع.
· الجِديّة المبالغ فيها بحيث تفقد البنت جاذبيتها كأنثى وتكون أقرب الي الرجال.
ولتكسير تلك الحواجز: على الفتاة أن تكون على طبيعتها وأن تعلم كل من يحبونها أنه لا مانع من قبول العريس الان.
وأولاً وأخيراً الدعاء: فلا تَدع البنت سجدة إلا وتدعو فيها: “اللهم ارزقني زوجاً صالحاً يُعينني على أمر ديني ودنياي”، ولتعلم الفتاة أن الزواج رزق من الله عز وجل.
• خامساً: كيف؟
وهذه هي المرحلة النهائية في الاختيار ولها محطتان: الاستشارة والاستخارة.
فينبغي على الفتاة أن تستشير من حولها في ذلك الأمر وأولى الناس بالاستشارة هما الأب والأم فهما أحرص الناس على مصلحتها. وعليها أن تستخير الله عز وجَل في الأمر إذا ترددت بالقبول: فإذا تم الأمر فهو خير للفتاة، وإن حدث مُعَوق فعليها أن تدرك أن ذلك أيضاً خيراً أراده الله لها وعليها أن تحمد الله عز وجل وتدعو الله أن يُبدلها خيراً منه.
• صفات تعين على حسن الاختيار:
أولاً:الثقة بالله: فعلى الفتاة أن تتوكل على الله وتعقد نية صالحة في الاختيار .
ثانياً:الثقة بالنفس: فكل فتاة رَزقها الله من الجاذبية رزقاً. فلابد عليها أن تثق بأن لديها من الصفات ما يؤهلها لأن تكون زوجة صالحة.
ثالثاً: التوازن بين العقل والقلب: فعلى الفتاة أن تجعل العقل والقلب كَفتيّ ميزان ولا تجعل الظاهر يُخْفي عليها الكثير من الأمور.
• بعض الأفكار الخاطئة التي تعتقد الفتيات أنها سبب تأخرهن في الزواج:
1) أن أسلوب لبسها يؤخر الزواج: فهذا الاعتقاد خاطئ، فإذا رفض شاب الفتاة لهذا السبب فهو خير لها.
2) خوف البنت من أن تتعدي السن المناسب للزواج: وهذا الاعتقاد خاطئ لأن الزواج رزق من الله لا يُقَدمه ولا يؤخره شيء. وكم من فتاة تزوجت وأسعدها الله في سن متأخرة.
3) أن تقول فتاة: “جمالي ومالي كافيان لأن يتقدم لي أفضل شاب”، وهذا خطأ فالجمال يَذْبُل والمال يضيع ولا يبقي إلا الخُلق والدِين ولا يُقَدر الخُلق والدِين إلا مَن كان ذا خُلق ودِين.
وفي النهاية ندعوالله عز وجل أن يرزق كل فتاة زوجاً صالحاً يُكرمها ويُعينها على أمر دينها ودنياها.
المصدر : https://www.onotah.com/?p=3334