لكان خيراً لهُم – للكاتبة راوية الجعيدي
قال تعالى ” يا أيها الّذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ” أوصانا الله في كتابه العزيز بمصاحبة الصادقين لأن ذلك يغرِس فضيلة الصدق في نفوسنا حتى نشّب عليها .
و المُتأمِل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاحظ حرصه على تعليم من حَوله أن يُنشئوا أولادهُم على اكتهاء الصدق كما قال أحد الصحابة : دعتني أُمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت تعال أعطِك ، فقال لها رسول الله عليه السلام : ما أردتِ أن تعطيه ؟ قالت : أردتُ أن أُعطِيه تمرا فقال لها : ” أما إنّك لو لم تُعطه شيئا كُتبت عليكِ كذِبة ”
حرِيٌ بنا أن نتأسى بحبيبنا في صدقه و أمرِه كُلّه ، إذ أنّه منجاه من البوائِق و حُسنٌ للعاقبة و عِظمٌ للقدر عند أهل السماء قبل الأرض .
وقد قال عليه السَلام ” ولا يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقا ” فكيف بمن اتسع نطاق الكذبة عنده حتى أصبح صفة تُخامِر طبعه و بضاعته في الحديث ، يسوق التُهم على من يخالف ما يُحب يُكفِر و يُبرئ .. قد نسِي شناعة جريمته و سار في طريق عاقبته وخيمة ألا وقد ذكرها رسول الله ” الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يكون الكذبة فتُحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع بها هكذا إلى يوم القيامة ”
فكُن صارما في تحري الصدق و اجعله ديدن لك في أقوالك و أفعالك حتى تكون معَ الّذين أنعم اللّه عليهم ” من النبيين و الصديقين و الشُهداء ” وما أجملها ، أن يبلُغ بِك صدقك منزِلة تفوق منزلة الشُهداء .
المصدر : https://www.onotah.com/?p=910