ما لا يعرفه كل منكما عن الآخر

قصد الياس ولمى طبيبهما النفسي بعدما شعرا أنهما يعانيان مشكلات في التواصل، فالزوجة تقول إن زوجها يستهلك الوقت الأكبر من يومه في العمل، وإذا وجد لها وقتاً لتتحدث معه، ينتقدها باستمرار ويوجه اليها الأوامر. بينما يرى الزوج أن زوجته لا تحترمه ولا تستمع لنصائحه واقتراحاته. وحين سأله الطبيب لماذا يعتقد أن زوجته لا تحترمه؟ أجاب “لأنه على المرأة أن تصغي لزوجها”. ولماذا عليها ذلك؟ “لأن الرجل هو سيّد المنزل”. فكانت نصيحة الطبيب أن المرسوم الذي ينبغي اتباعه في الحياة الزوجية يقوم على أن الرجل عليه أن يحترم زوجته كما يحترم نفسه، وعلى المرأة الصالحة أن تحترم زوجها وتحبه، وإذا لم يضطلع الزوج بدوره كما يجب، على الزوجة أن تلفت انتباهه الى ذلك. لكنه يعود ليقول إن معظم المشكلات التي تحصل بين الزوجين ناتجة من سوء فهم بعضهما البعض، وهذا يعود للاختلافات في طبيعتهما وطريقة تفكيرهما وسلوكهما. فما هي تلك الاختلافات؟

يختلفان ليتكاملا
منذ فترة ليست بعيدة، بدأت المجتمعات المعاصرة تخوض في الفوارق الحقيقية بين الرجل والمرأة. والى جانب الاختلافات الفيزيولوجية الواضحة، ثمة اختلافات في طريقة تفكير كل منهما وأسلوب الحديث يختلف، وحتى السلوك يتباين. ومن أجل فهم كنه الطبيعة الأساسية للمرأة والرجل، يجب إدراك أن كلا الجنسين خُلقا للهدف عينه وهو الانصهار جسداً وروحاً، ليحولا نفسيهما والعالم من حولهما مكاناً أفضل وأرقى وأسمى. وهذا الانصهار يحصل نتيجة اندماج بين صفات المراة والرجل المختلفة والمتناقضة أحياناً والتي تغني العلاقة المتكاملة بينهما. فلنلقِ نظرة معاً في هذا التحقيق على تلك الفوارق بين آدم وحواء.
هل الفتيان هم الأبرع في الرياضيات، والفتيات الأبرع في اللغات؟ إذا كان عدد النساء اللواتي يعملن في الهندسة والمجالات العلمية، فهل هذا مرتبط بالثقافة أو بالقدرات العلمية والمعرفية؟ تتباين الدراسات النفسية ومنها ما يقول إن الاختلافات بين المراة والرجل قليلة، فهما يتشابهان في نواحٍ عدة ونقاط التشابه أكثر من نقاط الاختلاف، ومنها ما يؤكد وجود اختلافات كثيرة بينهما.
يرى الاختصاصي في الاضطرابات الجنسية والعلاقات الزوجية البروفيسور إيلي المر أنهما خُلقا متساويين ومتشابهين من الناحية المعرفية، “لكن الأهل والمجتمع يجعلان كلاً منهما يكتسب الصفات الخاصة فيهما، طبعاً هذا إذا ما وضعنا جانباً الاعتبارات والاختلافات الجسدية والفيزيولوجية والبيولوجية والعقلية الفطرية. فما نعلّمه للولد هو ما يجعله مختلفاً، وكذلك تربية الفتاة تختلف عن تربية الشاب من الناحية التلقينيّة”.
أما في الفوارق الفطرية، “فيتمتع الرجل بقدرات تحديد الأماكن في شكل واضح، وهو يستطيع أن يتخيل الأمور والأماكن والمواقع في رأسه ويحدّد الاتجاهات. في المقابل، تتمتع المرأة بقدرات تفسيرية لغوية أكثر من الرجل، كما أن لديها ذاكرة أفضل من ذاكرة الرجل تساعدها في تذكر الأشياء، لذا هنّ يحفظن ويتذكّرن علامات وإشارات معينة تدلّهن الى المكان من دون أن يستطعن تحديد الاتجاهات وفق أصولها، وسبب ذلك كون دماغ المرأة قد خُلق ليشعر ويتذكر الأحاسيس بدقة أكثر من دماغ الرجل بسبب الارتباط بين السلوك المعرفي والهيكلية الدماغية والتي تنشط عندما تتعرض للاستثارة العاطفية. اما قدرتها على التذكر، فتجعلها تتمتع بحاسة شم تفوق حاسة الرجل. وهذا الاختلاف لا يعني أن أحد الطرفين يفوق الآخر ذكاءً، فكلا السبيلين يؤدي الى النتيجة عينها. ومقولة أن النساء أكثر مهارة في القراءة والكتابة وأن الرجال يميلون لأن يكونوا الأبرع في الرياضيات، ليست دقيقة تماماً وهي تختلف بحسب الموقف والسياق. ففي المجتمعات التي تساوي بين الرجل والمرأة، تختفي تقريباً كل القدرات العلمية ومهارته في الرياضيات التي يتفوق بها على المرأة لتطفو الى السطح اختلافات أخرى بينهما والعكس صحيح. وعندما يلقى الطرفان التشجيع نفسه لتحصيل العلم، تصبح المرأة أكثر مهارة في القراءة والرجل أكثر قدرة على تحديد الأماكن. فالفوارق إذاً تكمن في ما يتلقّنه كل من المرأة والرجل وليس فيهما شخصياً، والاختلاف هو في برمجة عقل كل منهما وليس في عقليهما بالذات”.
ومن قراءة الخريطة وتحديد موقع السيارة في المواقف لدى الرجال الى إنجاز مهمات عدة في آن والتعبير عن العواطف التي تبرع بها النساء، يشير المر الى ان ثمة اختلافات كثيرة بينهما. “الرجال يحبون عادة اللون الأزرق ولا يستطيعون تحمّل الألم، بينما النساء لا يعرفن كيف يخبرن النكات لكنهن بارعات في التواصل والتعاطف مع الغير. المرأة هي قنّاصة فرص، تستطيع التقاط الفرص في أي شيء وأي مكان، ويمكنها كذلك إعطاء النصائح والأفكار. والمرأة هي أكثر تنظيماً واستراتيجيةً وإبداعاً وابتكاراً من الرجل وأقل أنانية منه وأكثر عطاءً وكرماً. والمرأة ماهرة في نسج العلاقات الاجتماعية الهادفة والبنّاءة وتوظيفها، كما أنها تسهّل تواصل الناس بين بعضهم البعض، وهي أكثر قدرة على إدارة الأمور المالية وقيادتها. وثمة بعض المهارات التي تطبع كلاً من الرجل والمرأة في شكل خاص وتجعلهما يتمايزان عن بعضهما البعض بوضوح. ففي حين تتميّز شخصية الرجل بالقوة والحزم، تأتي المرأة برقتها وعذوبتها لتكمل الرجل وليشكلان معاً ثنائياً متكاملاً. ومن المهارات التي تطبع الرجل، قدرته على السيطرة على عواطفه وإعلاء صوت العقل، وبسبب هذه المهارة نجد أن الرجل يحسن التصرف في المواقف العصيبة أكثر من المرأة، وكذلك في مجالات العمل نجد أن امتلاكه لهذه المهارة يجعله من الأشخاص الناجحين في عملهم. وأيضاً، يتميّز الرجل بمهارة إصلاح الأشياء والأعمال اليدوية مثل إصلاح السيارة او القيام بالأعمال الكهربائية. وهذه المهارة تجعله جذاباً وساحراً بنظرها. كما أن مهارة القيادة التي يتفوق بها على المرأة ويمتلكها بالفطرة، تجعله تلقائياً وحازماً وجدياً. أما مهارة المبادرة، فتجعل الرجل جسوراً مقداماً مما يزيد من تأثيره في المرأة، فتصعب مقاومته”.
هذا في ما يخص الرجل، لكن ماذا عن مهارات النساء؟ يجمع الخبراء النفسانيّون على أن المرأة تبرع في فكّ الرموز وفهم المواقف المختلفة. “وعلى العكس من الصورة النمطية، يرى عدد من الأشخاص أن المرأة تتفوق على الرجل في ما يتعلق بفهم المحيط وتحليل المواقف المختلفة، فهن جيدات جداً عندما يردن ذلك. وأيضاً، معروف عن النساء أنهن تفوقن على الرجال في مجال الجاسوسية وسبب ذلك مهارات الاتصال التي تملكها المرأة والقدرة على فهم الناس بصورة كبيرة، وتكوين الصداقات وقراءة المحيطين وفهم دوافعهم الدفينة ونقاط الضعف لديهم، بالإضافة الى الحدس القوي الذي يمكّنها من استشعار الخطر وتفاديه. كما أنها مستمعة جيدة بطبيعتها مما يجعلها تتخطى التدريبات بنجاح، وأيضاً تملك قدرة على اختلاق الأعذار والحجج الواهية للتغطية على أي من اللقاءات والمكالمات الهاتفية وغيرها من المواقف التي قد تبدو مثيرة للشكوك. وبعيداً من الجاسوسية، تعطي تلك الصفات التي يفتقر اليها الرجل بعداً إنسانياً آخر يجعلها مختلفة عنه ومكمّلة له، فكل منهما يعوّض النقص لدى الطرف الآخر من خلال صفاته الخاصة”.

الرجل والمرأة في العمل
في مجال العمل، يرى الرجل نفسه في هرمية في العلاقة المهنية مع غيره، والتواصل بين الرجال يكون مبنياً على المحافظة على الاستقلالية وتوخي الفشل. وبحسب المر، “في حين أن النساء يَمِلْن لاعتبار العالم شبكة من الروابط والعلاقات وتواصلهنّ يرتكز على المحافظة على الألفة وتفادي العزلة. وطريقة عمل كلاهما مختلفة، فالرجال أكثر تنافسيّة بينما النساء يمتلكن روح التعاون. فهنّ ميالات للمشاركة في مقابل الهرميّة عند الرجال، والمرأة تهتم بطريقة التعامل مع الناس وهي بالتالي تفاعلية بينما الرجل يهتم بالنتيجة فتراه توجيهياً ويعمل بطريقة إنجاز الصفقات وإتمام الأعمال، المرأة تتعاون مع غيرها فيما الرجل مستقل، وهي داعمة في موقعها العملي الإداري في مقابل الإدارة والتوجيه عند الرجل. أما في إدارة المشكلات، فالمرأة تتبع حدسها وغريزتها في تتبع الأمور بينما الرجل يتبع نهجاً مستقيماً وينطلق من وقائع وإثباتات”.

مهارات في الرجل تجذب المرأة

مع تلك الاختلافات، ما الذي يجذب المرأة في الرجل؟ عندما تقوم المرأة بتقييم شريك حياتها المحتمل، فإنها لا تعتمد على المظهر الخارجي له فحسب، لكن ثمة مهارات يجب أن يتمتع بها الرجل كي ترغب المراة في البقاء معه. فإذا كنت تتمتع بهذه المهارات، فأنتَ حتماً ستبهر امرأتك.

¶ موهبة الرقص
يفضل كلا الجنسين الشريك الذي يجيد الرقص، لأن الراقص الجيد لديه موهبة التوافق العصبي والعضلي مما يدل على الصحة الجيدة. لكن النساء يحببن الرجل الذي يمتلك حركات راقصة متنوعة، رشيقة، أنيقة وجنونية في بعض الأحيان، ولا يفضلن الرقص الرتيب التقليدي. وبطريقة أخرى، ترى المرأة أن الراقص الجيد يتمتع بصحة جيدة، وقادر على مواجهة الحياة الصعبة وعلى توريث ذلك لأطفاله.

¶ الحوار والحس الفكاهي
أثبت الباحثون أن المهارات الاجتماعية تأتي في المرتبة الأولى بالنسبة الى المرأة وتتقدم على الجاذبية والثراء، ومعنى ذلك أن المرأة تحب الرجل الذي يتحدث جيداً والذي تستطيع الضحك معه.

¶ التحدث بلغات عدة
التحدث بلغات عدة يدل على الثقة بالنفس وعلى مستوى التعليم، فإذا كان مستواك التعليمي أفضل فهذا يدل على أن حالتك الاجتماعية جيدة وأن وظيفتك أفضل وهذا يعني أموالاً كثيرة وموارد أفضل.

مهارات في المرأة تجذب الرجل

وماذا عن الصفات التي تجذب الرجل في المرأة؟

¶ كوني ساقية في حانة!
لا تستغربي وهذا لا يعني أن تمتهنيها، لكن الرجال عموماً تجذبهم الساقيات في الحانة، فتعلمي كيف تقدمين لرجلك المشروب وابرعي في مزج أنواع الكحول للحصول على كوكتيل مميّز. فالرجل يحب المرأة الحامية والشراب البارد. وإذا فكّكت لغز المزج بين الاثنين، فستفوزين بالرجل الى الأبد.

¶ الرياضة
لا نتكلم هنا عن النساء اللواتي يمارسن الرياضة، لكن الرجل يتأثر عاطفياً بالمرأة التي تشاركه اهتماماته الرياضية وتشاهد معه ألعاب كرة القدم، مثلاً من دون أن تتذمر أو تتأفف.

¶العزف
إذا كنت تفكرين بلفت انتباه رجل يجذبك، لما لا تتعلمي العزف وتعزفي له مقطوعة موسيقيّة؟ فماذا الذي يوحي بالإغراء اكثر من امرأة متناغمة مع آلتها الموسيقية التي تطوعها بيديها وأناملها لتُخرج أنغاماً تفجّر عواطفها؟

¶ سرد النكات
الرجل يحب المرأة المرحة التي تجعله يضحك وينسى همومه، فاحفظي بعض النكات واسرديها عليه من وقت الى آخر كي تحسّني من مزاجه وتجعليه يرغب في تمضية المزيد من الوقت معك.

… والطهو طلب مشترك
من الصفات المشتركة التي يقدّرها الرجل والمرأة في بعضهما البعض هي ميزة الطهو، فعندما يطهو الرجل للمرأة يعتبر هذا الامر دليلاً على تقديره لها، وعلى مدى تعاونه معها ومشاركته لها في أعمال المنزل. وأيضاً، يحب الرجل المرأة التي تطبخ له، فهو يرغب في أن يأكل في المنزل، وتجذبه المرأة التي تطهو مثل والدته أو أفضل منها.

المصدر : https://www.onotah.com/?p=3430