ماذا فعل لزوجته .. أثناء نومها ؟

620 مشاهدة
ماذا فعل لزوجته .. أثناء نومها ؟
1-93093243

استيقظتُ مبكرا… كالعادة

سحبتُ يدها من تحت عنقي برفق…أثار انتباهي أن رؤوس أناملها اليسرى مطبوعة ٌ بشقوق خفيفة يصبغها اسوداد باهت…
سامحك الله يا أم فاطمة… كم مرة انتزعتُ حبة البصل من يدك… وأخرجتُ لوح التقطيع من صوان المطبخ… ما اشتريتُ اللوح إلا لكي تحافظي على تلك الأنامل الحبيبة إلى قلبي…لكن النفوس تأبى أن تقلع عن عاداتها…

تأملتُ وجهها…لا أصباغ… لا كحل… الشعر منكوش… والاصفرار الناتج عن الحيض… تعجبت من نفسي…. أي سحر ذاك الذي جعل هذه المرأة في عيني… ويا سبحان الله… أجمل نساء الدنيا… شعرة منها أحب إلي من كل زهور العالم؟؟؟!!!
الحب الحقيقي شيء آخر غير الهوس الجسدي المادي…

تسللتُ من اللحاف بهدوء حتى لا أوقظ الحبيبة النائمة…
دلفتُ إلى المطبخ… صحون العَشاء لا زالت متراكمة بعضها فوق بعض تستجدي من يغسلها…
لاتظنوا أن حبيبتي مهملة…
حبيبتي أنظف امرأة رأتها عيني… لكنها كائن إنساني… ليس لها أكثر من يدين… بشر جعل الله لقوته حدا لا يستطيع أن يتجاوزه حتى ولو كان حريصا على ذلك.

اشتغلتِ المسكينة أمس بالتوأم طيلة المساء… وما إن وضعَـتْ البنتين في فراشهما، وقرأتْ عليهما ـ كالعادة ـ الإخلاصَ والمعوذتين، حتى انتابتها أسفلَ البطن تلك الآلامُ التي تعاودها بين الفيبنة والفينة في فترات الحيض…
أعددتُ لها كأسا من الماء الدافئ الممزوج بالكمون…
ساعدتُها على الذهاب إلى الفراش… دثرتُها جيدا… طبعتُ قبلة حنان ورحمة على جبينها الدافئ… وضعتُ يدا على رأسها، وأخرى على بطنها، وقرأت ما تيسر من كتاب الله تعالى… أغمضتْ أجفانها كأنها طفلة في السابعة… واستسلمت للنوم…

حبيبتي تحب كثيرا أن تسمعني وأنا أقرأ القرآن… تقول إن صوتي بالقراءة أجمل عندها من كبار شيوخ الإقراء في العالم… أعرف أنها صادقة في ذلك… ليس لأن صوتي جميل… أبدا… ولكن لأنها تستمع إليَّ بأذن مختلفة عن الأذن التي يستمع بها الناس… لاشك أنكم تعرفونها… إنها أذن المحب العاشق التي تجعل صوت المحبوب أجمل من تغريد البلبل، وأطربَ من تنغيم العندليب.

أغلقتُ خلفي باب المطبخ… لقد قررت أن أغسل الصحون… وأنظف الأرض…وأرتب الأدوات المبعثرة…
لستُ متعودا على الغسيل… ولكنها ليست المرة الأولى التي أقوم فيها بذلك… فأنا أحب أن أنتهز الفرصة أحيانا لأمد يد العون إلى حبيبة القلب… خصوصا إذا كانت الظروف تدعو إلى ذلك… ومما يشجعني عليه أنها تعي جيدا تلك الرسالة التي أود من كل قلبي أن أبعث بها إليها من خلال هذا العمل… في كل مرة أقوم بذلك أرى في وجهها فرحة طفولية… ألمح في عينيها بريق تقدير وإعجاب عميقين…

حبيبتي تعرف جيدا وجهة نظري في الأعمال التي تقوم بها المرأة في المنزل…
اللقمة التي يأكلها الزوج من يد زوجته أهم عندي من كل الملفات التي يجتمع لمناقشتها مجلس الأمن…

عملها ليبدوَ عشُّ الزوجية نظيفا أنيقا صالحا لكي يعيش فيه قلبان جمعتهما المودة والرحمة هو أخطر في نظري من كل القضايا التي تطنطن بها الفضائيات ويحتد فيها الجدال على أعمدة الجرائد والمجلات…

وأما تعبها طيلة اليوم في العناية بالكتاكيت… فهذا هو العمل المقدس الذي أقِـر أمام محكمة التاريخ ـ وأنا في كامل قواي العقلية ـ أنه أقدس وظيفة عرفتها البشرية على الإطلاق، وأنه الدَّين الذي يطوق عنقي، والذي لا أستطيع أن أوفِـيه إياها مهما فعلت.

افتتحتُ سورة البقرة… واستعنت بالله… وبدأتُ العمل…

سمعتُ صوت الماء في الحمام…
الظاهر أنني في غمرة الحماس نسيت نفسي، فرفعت صوتي بالقراءة قليلا… يبدو أن إعجابَ حبيبتي بصوتي قد تسرب إلى اللاشعور مما يجعلني أقرأ بزهو وحماس… لكن النتيجة ليست بذلك السوء، فعملي أوشك على النهاية… ولا بأس من أن تستفيق العصفورة النائمة…

بينما أنا أسرع في إنجاز ما تبقى، إذا بالباب يٌفتح بحذر… ويطل منه ذلك الوجه الذي كانت رؤيتي له بفضل الله هي السببَ في سعادة دامت عشر سنوات…
… وكالعادة… ابتسمنا…

لا أدري ما هو ذلك الشيء الذي يقهرنا على الابتسام كلما التقت عيوننا؟؟؟
حاولنا مرارا أن نُـقـلِـع عن هذه العادة اللذيذة لأنها تسبب لنا الحرج في الشارع… ولكن عبثا حاولنا… وذهبتْ جهودنا أدراج الرياح… إنه شيء فوق طاقتنا…

ألقتِ السلام وهي تقترب…
طوقتني من الخلف بذراعيها…
وضعت خدها على ظهري…
وقالت: تقبل الله منك حبيبي!

يا الله… ما أعذب تلك العبارة… وما أسمى تلك الكلمات… إنها تفعل في قلبي فعل السحر…
تلك العبارة لم تأت من فراغ… ولا هي عادة مبتذلة… بل هي منهاج حياة كامل…
انتابني إحساس عميق بعظيم نعمة الله تعالى عليَّ… لقد وفقني إلى أن أغرس في حبيبة قلبي تلك المعاني السامية…

من أول يوم ضـمَّـنـا فيه عش واحد… كنت أراقب ما تقوم به العروس المتحمسة في مملكتها الجديدة…